السبت، 21 أغسطس 2021

بعض ‏قصائد ‏ ‏راينر ‏ماريا ‏ريلكه- ‏الجزء ‏1

بعض قصائد راينر ماريا ريلكه - الجزء 1.




 أغنية حب
كيف لي أن أحمل روحي
كي لا تجرح روحكِ؟
كيف يمكن لي أن أرفعها برقَّة فوقكِ
وأودعها مساحاتٍ أخرى؟
كم أود لو كان في وسعي أن أطويها
بين أشياء ضائعة في العتمة،
في مكانٍ هادئ ومجهول –
مكانٍ يظل بلا حراك عندما تدوِّي أعماقكِ.
ولكن كلَّ ما يلامسنا، أنا وأنت،
يجرفنا معا كما لو بقوس واحدة
صانعًا من وترين صوتًا واحدًا.
ترى أوتار أية آلة نحن؟
وأيُّ عازف كمان يحضننا بين يديه
يا أعذب الأغاني؟


مثل يد
أطفئي عينيَّ، سأظل أراكِ.
صُمِّي أذنيَّ، سأظل أسمعكِ.
حتى بلا قدمين سأشقُّ دربي إليكِ،
وبلا فم سأذكر اسمكِ.
اكسري ذراعيَّ وسأضمُّكِ
بقلبي، مثل يد.
أوقفي قلبي وسيخفق دماغي،
وإنْ أضرمتِ في دماغي النارَ
سأشعر بكِ تحترقين في كلِّ نقطة من دمي.
من أجل أن تأتي يومًا
هذا النَفَس، ألم أغرفْه من مدِّ منتصفات الليالي
من أجل حبِّكِ، من أجل أن تأتي
إليَّ يومًا؟
وجهكِ، كنتُ آمل أن أهدِّئه
بروائع لم تَزَلْ صعقاتُها بكرًا،
عندما سوف يرتاح قبالة وجهي
في لانهاية ما أتكهَّنه.
كان فضاؤك يتغلغل من دون صخب إلى قسماتي،
ودمائي كانت تبرق وتزداد عمقًا
لكي تستحق النظرةَ العالية التي تشرق فيك.
ولمَّا كان الليل يسود أقوى، بكلِّ نجماته،
عبر التفرُّع الشاحب لشجرة الزيتون،
كنتُ أنهض وأنتصب وأرتمي
إلى الوراء، وأتعلَّم الدرس
الذي لم أدرك يومًا أنه درسٌ منكِ.
آه، يا لقوَّتها الكلمات التي انزرعتْ فيَّ،
كي، إذا حدثت ابتسامتك،
أنقل إليك بنظراتي فضاء العالم.
لكنك لا تأتين، أو تأتين متأخرة.
فانقضِّي، أيتها الملائكة، على حقل الكتَّان الأزرق هذا
واحصدي، احصدي. 
أريد
أنا وحيد في العالم، لكني لستُ وحيدًا بما يكفي
لكي أجعل كلَّ ساعة مقدَّسة.
صغير أنا، لكني لست صغيرًا بما يلزم
لأقف أمامك كشيء
معتم ولاذع.
أريد تصميمي، وأريد أن أكون مع تصميمي
إذ يتجه نحو الفعل،
وفي اللحظات الساكنة والمترددة
التي يقترب فيها كلُّ بعيد،
أريد أن أكون مع ذوي الحكمة –
وإلا فلأكن وحيدًا.
أريد أن أكون دومًا المرآة
التي تعكس كيانك
وألا أكون يومًا أعمى أو مسنًّا
أعجز من أن يحمل صورتك الثقيلة المترنحة.
أريد أن أنبسط وأتجلَّى
لا أن أظلَّ مطويًّا
لأني حيث أكون محنيًّا ومطويًّا، كذبةً أكون –
وأنا أريد معناي صادقًا من أجلك.
أريد أن أصف نفسي
مثل لوحة درستُها
عن كثب وقتًا طويلاً،
مثل كلمة فهمتُها أخيرًا،
مثل إبريق الماء الذي استخدمه كلَّ يوم،
مثل وجه أمِّي،
مثل سفينة
عبرتْ بي
أفظع العواصف. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بلاغ هام بخصوص الدخول المدرسي.

  بلاغ هام ورد الآن لوزارة التربية الوطنية بخصوص الدخول المدرسي 2021-2022. أعلنت وزارة التربية والتعليم التكوين المهني والتعليم العالي والبح...